مقالات

معركة الوعى

بقلم – محمد الصديق:

بادرت الحكومة المصرية وكافة أجهزة الدولة باتخاذ حزمة اجراءات وتدابير احترازية لمنع تفشى فيروس كورونا المستجد، الذى كشف عن وجهه المخيف خلال الأيام القليلة الماضية، ليثير حالة من الفزع والرعب بجميع دول العالم بلا استثناء، بعدما تسارعت وتيرة انتشاره، وتخطت أرقام المصابين حاجز المليون، والوفيات أكثر من 51 ألف شخص.

ولعل ما يزيد من حجم المخاوف، معاناة الكثير من الدول التى كنا ننظر لها دائما، كمثال يحتذى به فى تطور أنظمة الرعاية الصحية والتقدم الطبى، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ولا يفوتنى أن أذكر ايطاليا واسبانيا أيضا، اللتان تأتيان فى مقدمة الصفوف فى معدلات الاصابة والوفيات، ولعل السبب الأساسى الذى وضعهم فى هذا المصير هو نقص الوعى، حيث تم الاستهانة بمخاطر الفيروس وعدم إتباع المواطنين للتعليمات والمحاذير من ناحية، وتأخر تحرك بعض الدول فى اتخاذ إجراءات احترازية من ناحية أخرى.

وحتى الآن نجحت مصر فى أن تكون بعيدة عن هذا المصير المخيف، والسبب أنها تنبهت لخطورة هذا الفيروس مبكرا، ووضعت عددا من السيناريوهات والخطط للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين فى الأساس، وتجنب تداعياته على كافة قطاعات الاقتصاد والسلم الاجتماعى، حيث بادر الرئيس عبد الفتاح السيسى باتخاذ عددا من القرارات والتكليفات لتحفيز الاقتصاد وتنشيط السوق، ابرزها تخصيص 100 مليار جنيه لمواجهة فيروس كورونا، وضخ 20 مليار جنيه لتنشيط البورصة، وخفض سعر الغاز والكهرباء للمصانع،وغيرها من القرارات التى تدعم وتساند المواطنين وكافة قطاعات المجتمع فى مواجهة هذا الخطر.

ومع تزايد المخاطر عالميا ، تم اتخاذ حزمة أخرى من التدابير والاجراءات الاحترازية، تضمنت ايقاف الدراسة ومنع حركة الطيران من وإلى مصر ، مرورا بقرارات تخفيف أعداد العمالة والموظفين وحظر التجوال ، وتقليل ساعات العمل بالبنوك وغيرها من التدابير التى تستهدف فى المقام الأول صحة وسلامة المصريين، كما اتخذ البنك المركزى حزمة أخرى لدعم الاقتصاد وتنشيط السوق.

كل هذه الإجراءات والجهود نجحت فى إبعاد مصر عن الوقوع فى فخ كورونا، والأرقام أبرز دليل على ذلك حتى الأن، ولكن الأيام القادمة أرى أنها تمثل التحدى الأكبر، بعدما تخطينا حاجز الألف مصاب، لندخل معركة جديدة مع هذا الفيروس، بطلها فى المقام الأول “الوعى”، الذى قد ينجى مصر من مصير ايطاليا وامريكا واسبانيا.

فالحكومة قامت بدورها على أكمل وجه للحفاظ على سلامتنا، ولكن مازال هناك شريحة ليست بقليلة من المواطنين تتعامل باستهانة مع هذا الخطر، وقد تتسبب فى ضياع كل هذه الجهود سدى..

الأمر جلل .. والوعى هو معركتنا الوحيدة لعبور أزمة كورونا.. فلا تستهينوا بالأمر وانظروا حولكم قبل فوات الأوان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى