بورصة

“فاروس”: التعافي الربعي لـ”الاسكندرية للحاويات” ليس كافياً لتفادي تسجيل معدلات متراجعة سنوياً

 

الجورنال الاقتصادي – شيماء ابو الوفا :

قالت وحدة ابحاث شركة “فاروس” للأوراق المالية فى تقرير لها فى اكتوبر المنقضي، ان العوامل الموسمية تدعم مستويات الإيرادات ربعيًا، ولكنها ماتزال متراجعة على الأساس السنوي

حققت الشركة إيرادات بقيمة 767 مليون جنيه في الربع الرابع من العام المالي 2019-2020، وبذلك تنخفض سنويًا بنسبة 6.1%، وترتفع ربعيًا بنسبة 35.1%.  شهدت أعداد الحاويات انخفاضًا بنسبة 12.4% على أساس سنوي، وارتفاعًا بنسبة 8.3% على أساس ربعي.  وتعزو الزيادة في أعداد الحاويات ربعيًا إلى: (1) بداية فصل الصيف، والذي بطبيعة الأمور تزداد خلاله حركة الأنشطة الاستهلاكية، (2) ودخول شهر رمضان، الذي ترتفع خلاله معدلات الطلب، (3) وبدء موسم الصادرات المصرية الزراعية، (4) والعقود طويلة الأمد المبرمة قبل الجائحة، (5) وخفض شدة إجراءات الإغلاق. قد أدى ما سبق إلى تحسن طفيف وتدريجي في حركة التجارة لتقترب من مستويات ما قبل الجائحة.  خلال الربع الرابع، تراجعت قيمة العملة المحلية بنسبة 6.1% سنويًا أمام الدولار الأمريكي، وهو ما عكر صفو مشهد زيادة رسوم الخدمات المقومة بالدولار بنسبة 14.2% سنويًا، في حين أن نسبة زيادة رسوم الخدمات المقومة بالجنيه المصري لم تتجاوز 7.2% سنويُا فقط.

على أساس سنوي، انخفضت الإيرادات بنسبة 11.8% سنويًا من 2.93 مليار في العام المالي 2018-2019 إلى 2.58 مليار جنيه في العام المالي 2019-2020.  إضافة إلى ذلك، وصل عدد الحاويات إلى 914,000 حاوية في العام المنتهي في يونيو الماضي، منخفضًا بنسبة 6.2% سنويًا نتيجة تراجع مستويات الأحجام بعد الاضطراب الأخير الذي ضرب حركة النشاط التجاري بعد تحول كورونا إلى جائحة عالمية.  وارتفعت رسوم الخدمات الممسوكة بالدولار بنسبة 4.1% سنويًا، في حين أن رسوم الخدمات الممسوكة بالجنيه ارتفعت بنسبة 4.5% سنويًا، حيث ارتفعت قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 8.7% سنويًا.

من الجدير بالملاحظة أن إيرادات الشركة تخطت تقديراتنا بنسبة بسيطة (+5.3%)، والسبب الأول في ذلك الزيادة غير المتوقعة في رسوم الخدمات المدفوعة بالدولار.  على الرغم من ذلك، نرى أن حركة التجارة الضعيفة سيستمر تأثيرها السلبي على أنشطة الشركة التشغيلية، كما أنها ستضغط على الإيرادات.

التنافر بين الإيرادات وتكلفة البضاعة المباعة يضغط على الهوامش:

شهد الربع الرابع زيادة في تكلفة البضاعة المباعة إلى 302 مليون جنيه (+15.8% سنويًا، و+39% ربعيًا).  مع أن معدل الإيرادات الربعي القوي أدى إلى ارتفاع مجمل الأرباح بنسبة 32.3% إلى 465 مليون جنيه على الرغم من ارتفاع تكلفة البضاعة المباعة، إلا أن هذا المعدل لم يكن كافيًا لدعم معدل مجمل الأرباح السنوي (-16.4% سنويًا).  وبذلك، انخفض هامش مجمل الأرباح إلى 60.6% في الربع الرابع 2019-2020 (-7.4 نقطة مئوية، و-1.3 نقطة مئوية ربعيًا).

على الأساس السنوي، تراجعت تكلفة البضاعة المباعة تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.6% سنويًا إلى 1.0 مليار جنيه نتيجة تباطؤ الأنشطة التشغيلية، خاصة في ظل أن أغلب المصروفات مرتبطة بالإيرادات.  قد بلغ مجمل الأرباح السنوي 1.6 مليار جنيه (-17.6% سنويًا)، مما يعني أن هامش مجمل الأرباح يبلغ 61.2% (-4.4 نقطة مئوية سنويًا)، وهي نسبة مرتفعة ارتفاعًا بسيطًا عن تقديراتنا البالغة 60.1%.

 تراجع أداء صافي الدخل على الرغم من ارتفاع الإيرادات ربعيًا:

وصل مستوى صافي الأرباح إلى 453 مليون جنيه في الربع الرابع 2019-2020 (+50.7% ربعيًا، و-12.2% سنويًا) مدعوما بزيادة الإيرادات. تحسنت مستويات هامش صافي الأرباح ربعيًا لارتفاعها 6.1 نقطة مئوية، ولكنها تراجعت سنويًا بنسبة 4.1 نقطة مئوية، وقد سجلت 59.1% في الربع الأخير من العام المالي.  على أساس سنوي، انخفض صافي الربح 18.5% ليصل إلى 1.5 مليار جنيه في العام المالي 2019-2020 مقارنة مع 1.83 مليار جنيه في العام المالي 2018-2020.  وبذلك ينخفض الهامش إلى 57.8% في العام المالي 2019-2020 (-4.8 نقطة مئوية سنويًا).  نتج تراجع مستويات الربحية عن انخفاض الإيرادات والهوامش على أساس سنوي.  مع ذلك، تزامن انخفاض صافي الأرباح مع تراجع خسائر فرق العملة بنسبة 22.3% سنويًا إلى 78.3 مليون جنيه في العام المالي 2019-2020.  من الممكن أن ننسب تراجع أداء الشركة المالي إلى انخفاض الإيرادات بسبب ارتفاع قيمة الجنيه، والنزاعات التجارية العالمية، وجائحة كورونا، والقيود المفروضة على نشاط الاستيراد، وانخفاض مستويات الربحية والهوامش، فضلا عن حالة عدم التكافؤ بين إيرادات الشركة وتكلفة البضاعة المباعة لأن معظم إيراداتها مقومة بالدولار في حين أن تكلفة البضاعة المباعة تدفعها بالجنيه المصري، كما لا ينبغي أن نغفل تأثرها بمستويات التضخم في مصر.

الديناميكيات العالمية التحدي الأصعب لتحسن مستويات التشغيل والربحية:

تأثر الأداء التشغيلي تأثرًا سلبيًا بسبب القيود على النشاط التجاري، وتأخر تنفيذ خطط التوسعات، وارتفاع قيمة العملة المحلية.  مع أن المعطيات الاقتصادية العالمية لم تدعم أداء الشركة، إلا أن العوامل الموسمية في الربع الرابع أنقذت المشهد.  نتوقع أن تنخفض أعداد الحاويات انخفاضًا كبيرًا في النصف الأول من العام المالي 2020-2021 (-15.1% في الشهر الثاني من العام الجديد)، في ظل إمكانية استمرار التداعيات السلبية لجائحة كورونا على حركة التجارة العالمية. أما بداية من العام المالي 2021-2022، من المتوقع أن تتعافي النتائج تعافيًا تدريجيًا مع إعادة فتح الدورة الاقتصادية في دول العالم وتخفيف قيود الإغلاق وحظر الحركة. مع إننا نتوقع هبوط مستويات الأحجام هبوطًا قد يؤثر بالسلب على نتائج الشركة في 2020-2021، لكننا نرى أن مستويات الأحجام ستتعافى بالتأكيد بعد إعادة فتح الدورة الاقتصادية في دول العالم، والانتهاء من التوسعات المقررة.  واقترحت الشركة توزيعات أرباح عن العام المالي 2019-2020 بقيمة 0.77 جنيه للسهم، مما يشير إلى أن معدل التوزيعات النقدية يبلغ 76.8%، وعائد توزيعات الأرباح يصل إلى 9.0%.  لعام 2020 – 2021، يتداول السهم عند مضاعف ربحية مقداره 9.1 مر، وهو يقف بالقرب مع متوسط معدله التاريخي في تسع سنوات الذي يبلغ 8.8 مرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى