الجورنال الاقتصادى:
تبعاً للعديد من المروجين لزيت جوز الهند، فإن هذا الزيت يمكنه معالجة قروح البرد (بالعامية تقبيلة السخونة)، كما أنه علاج فعال لعلاج تمدد الجلد ولترويض الشعر الأجعد، كما يشير البعض الآخر إلى احتوائه على خصائص تعمل على تعزيز المناعة بشكل لا يصدق، وتساعد على السيطرة على مستويات السكر في الدم وتعزيز الطاقة والصحة، كذلك يتم وصف زيت جوز الهند باعتباره مرطباً للبشرة، كما أنه وسيلة لمنع تقصف الشعر، ويستعمل كبديل عن كريمات الطفح الذي ينتج حول الحفاض بالنسبة للأطفال، أو كمزيل للمكياج حول العيون، كما ويقوم البعض بوضعه أيضاً في الفم لمدة تصل إلى 20 دقيقة يومياً ما يعرف باسم (Oil pulling) وهي تقنية ذات أصول ترجع إلى الطب الهندي القديم حيث يعتقد بأنه يساعد على منع تسوس الأسنان، ونزيف اللثة وعلاج الشفاه المتشققة
إن استخدامات زيت جوز الهند لا حدود لها تقريباً، وهذا ما يدعوا الجميع للدهشة حول فوائده، فنحن نستخدمه في المطبخ لتحضير الكثير من المأكولات، من الخبز الكعك ولقلي البطاطا أو للتحميص، ويتم إيضاً إضافته إلى العصائر، وفوق كل هذا يمكن إعتباره كقناع مرطب ممتاز للشعر، وبالإضافة لكونه منتجاً جمالياً فعالاً، فقد ادعت مجموعة من المقالات مؤخراً أن لزيت جوز الهند تأثير إيجابي على الدماغ، حيث يقال أنه يعمل على تعزيز الذاكرة، ويقدم مساعدة قصيرة الأمد للمرضى الذين يعانون من مرض الزهايمر ومرض الباركنسون
ولكن ما مدى صحة هذه المعلومات ؟
في البداية يجب علينا التمييز بين المنتجات العضوية لزيت جوز الهند مثل الـ (Clearspring) أو الـ ( (Vita Cocoوبين زيت جوز الهند المهدرج، وهو زيت غير صحي لطهي الطعام به، ومن المستبعد جداً أن يجعل الشعر يتألق، أو أن تكون له الفوائد التي ذكرت سابقاً
أما بالنسبة للدراسات التي أشارت إلى أن زيت جوز الهند له أثر إيجابي على الدماغ ويعمل على تعزيز الذاكرة ومساعدة مرضى الزهايمر والباركنسون، فإنه لا يوجد دراسات كاملة تبين مدى الرابط الذي يجمع بين زيت جوز الهند والذاكرة، ومن الصعب الجزم بمدى مصداقية هذه الادعاءات، على الرغم من أنه مؤخراً بدأ باحثين من جامعة ميريلاند بإجراء الأبحاث على زيت جوز الهند وعلاقته بالكوليسترول، كما قام (كيران كلارك)، وهو أستاذ في الكيمياء الحيوية الفيزيولوجية من جامعة أكسفورد، بإجراء دراسة تبحث فيما إذا كان يمكن لزيت جوز الهند أن يساعد بالفعل الأشخاص الذين يعانون من مرض الشلل الرعاشي (الباركنسون)
أما بالنسبة لاستعمالات زيت جوز الهند في الطبخ، فمن المؤكد أن هذا الزيت يعطي نكهة شهية في المطبخ، فهو يزود الأطباق بالقليل من النكهة الحلوة، ولكن الجدير بالذكر أن هذا الزيت غني بنسبة عالية من الدهون المشبعة، وبالتالي لا ينصح باستعماله بكثرة ، على الرغم من أن بعض الأشخاص يشيرون إلى أن مستويات حمض اللوريك الموجودة في زيت جوز الهند، تعمل على تعزيز الكولسترول الجيد HDL في الجسم، وتساعد على محاربة العدوى،كما أن كمية قليلة من الدهون المشبعة الطبيعية النقية، مثل زيوت جوز الهند الباردة، لا تضر جسم الانسان، بل هي في الواقع جيدة جداً إضافةً لكونها سهلة الهضم، ومثل جميع الدهون المشبعة، فإن زيت جوز الهند يمتلك حرارة مستقرة، وبالتالي يعد أفضل بكثير للطهي من أي نوع آخر من الزيوت النباتية المعالجة المصنعة، والأهم من ذلك أنه طبيعي ويجعل مذاق الأطعمة أكثر متعة ويضيف نكهة زكية للأطباق
أما بالنسبة لمنتجات التجميل، فمن غير المحتمل أن يكون زيت جوز الهند فعّال في معالجة اللثة والأسنان، خاصة في ظل أن مذاق زيت جوز الهند في الفم يبعث على الغثيان إذا ما بقي فيه لفترة طويلة، كما وتشير المدونات على الإنترنت أنه قليل الفعالية على الجلد الجاف، إلّا أنه كان فعالاً كمزيل للمكياج وفي معالجة الشفاه المتقشبة، كما أنه فعّال في التخلص من قرحة البرد، فهو يقلل على الفور من الألم والحرقة الناتجة عنها ، ويقوم خلال 24 ساعة بتقليص حجم القرحة وإزالتها خلال يومين