الجورنال الاقتصادي- نجلاء سعد الدين:
بخبر في الصفحة الأولى من عدد جريدة الأهرام يوم 27 أكتوبر من العام 1976، أُعلن عن افتتاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مدينة تحمل إسمه في الإسماعيلية.
افتتاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للمدينة كان بمثابة عيد لمحافظة الإسماعيلية كاملة، حيث خرج الناس في مظاهرة حب لاستقبال القائد العربي الكبير، وذلك تعبيراً عن امتنانهم للرجل الذي ساهم في تعمير المدينة بعد حرب أكتوبر 1973.
كان يوم الافتتاح حافلاً بكثير من الزيارات واللقاءات، بعد ذلك استقل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، سيارة مكشوفة وقام بجولة في شوارع المدينة، بدءا من شارع المعاهدة ثم شارع الثلاثين ومحمد علي، وقد اصطفت الجماهير لتحية القائد عبر جانبي الطريق الذي ازدان بالأعلام المصرية والإماراتية، ثم توجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، إلى مبنى محافظة الإسماعيلية ليقدم له المحافظ درعاً تقديرياً، كعربون محبة ووفاء من أبناء المحافظة والشعب المصري بصورة عامة.
كانت اللحظة الأسعد في هذه الزيارة هي لحظة قص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، شريط المدينة التي تحمل إسمه، وقيامه بجولة فيها، وهي مدينة على مشارف الإسماعيلية، مساحتها 250 فداناً، وتضم نحو 9 آلاف وحدة سكنية، وقد تم تسليم نصفها للمواطنين العائدين من التهجير أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي.
وتشير المعلومات المنشورة في الصحافة آنذاك، إلى أن الشيخ زايد أسهم بمبلغ 100 مليون دولار لإقامة هذه المدينة، وقد تم تخطيطها وفقاً لأحدث نظريات التخطيط العمراني، ولاستيعاب نحو 24 ألف مواطن مصري، كاملة المرافق والخدمات، وقد بني فيها 5 مساجد و5 مدارس ابتدائية ومدرستين إعداديتين، ومركزاً تجارياً، ومخبزاً آلياً، ونقطة للشرطة، إضافة إلى طريق رئيسي يربط المدينة الجديدة بالإسماعيلية.
المشهد في مدينة الشيخ زايد في 2022 لم يتغير كثيراً، فالشوارع واسعة، تحيطها الأشجار على الجانبين، بلا زحام .. الجديد فقط، أن الحكومة المصرية اختارت المدينة لتكون الموقع المناسب لجامعة قناة السويس الجديدة (فرع الإسماعيلية)، وهي الجامعة الممتدة في محافظات القناة الثلاث ( الإسماعيلية وبورسعيد والسويس )، فضلاً عن وصول عدد الوحدات السكنية إلى 17 ألف وحدة.
ومن منطلق التقدير الرسمي والشعبي من المدينة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولدولة الإمارات العربية المتحدة، تم إطلاق إسم الشيخ زايد على العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية فيها، ومنها “مركز الشيخ زايد للألعاب الرياضية”، ويقع في شمال مدينة الشيخ زايد بالإسماعيلية، وهو تابع لمديرية الشباب والرياضة بالمحافظة، وكذلك عدد من المعالم والحدائق أطلق عليها إسم “الشيخ زايد”، فضلاً عن عشرات الشركات والمؤسسات الخاصة بمدينة الاسماعيلية التي اختارت إسم الشيخ زايد عنواناً لها.
ويتوفر بحي الشيخ زايد جميع أنواع المرافق والخدمات، بداية من شبكة الصرف الصحي وشبكة التليفونات، والطرق الممهدة والمواصلات السهلة منخفضة التكلفة وصولاً إلى توافر مختلف أشكال الرعاية الصحية والعلاجية والدوائية للمرضى والمحتاجين والحوادث والطوارئ والإسعافات وغيرها من الخدمات الطبية الأساسية والضرورية، وفقا لوكالة أنباء الإمارات.