استثمار

مصر وروسيا تمهدان لانطلاقة صناعية كبرى تعزز الشراكة الاستراتيجية

أكد أليكسي تيفانيان، الممثل التجاري لروسيا في مصر، أن الشركات الروسية تواصل دراسة فرص توطين صناعاتها في السوق المصرية بشكل دقيق، وذلك بهدف تلبية احتياجات السوق المحلية من جهة، وتصدير منتجاتها إلى أسواق دولية من جهة أخرى.

 

وأوضح تيفانيان، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن وفدًا حكوميًا روسيًا رفيع المستوى برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك، قام مؤخرًا بزيارة إلى مصر، التقى خلالها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، حيث جرى بحث مجموعة واسعة من الملفات الثنائية، وبالأخص ما يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وأضاف أن هذه الزيارة شهدت كذلك عقد لقاءات ثنائية بين ممثلي الجهات الحكومية الروسية ونظرائهم المصريين.

 

وأشار الممثل التجاري إلى أن الوفد الروسي، الذي ضم أكثر من ثلاثين شركة غطت مجالات حيوية تمتد من قطاع النقل إلى الصناعات الدوائية والبتروكيماويات، قام بزيارة ميدانية إلى منطقة عين السخنة. وقد نُظمت هذه الزيارة من قبل وزارة الصناعة والتجارة الروسية، بدعم من الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وجهاز التمثيل التجاري بوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية.

 

وبيّن أن الوفد اطلع على موقع المنطقة الصناعية الروسية المرتقبة، حيث عاين البنية التحتية المتاحة في محيط الموقع، كما قام بزيارة الميناء وعدد من المصانع العاملة بالمنطقة، إلى جانب المشاركة في منتدى الأعمال الذي استضافه اتحاد الصناعات المصرية. وقد مثّل المنتدى فرصة لفتح قنوات اتصال مباشرة بين مجتمعَي الأعمال في روسيا ومصر، وبحث آفاق المشروعات المشتركة المستقبلية.

 

وأضاف تيفانيان أن مشروع المنطقة الصناعية الروسية يستعد للدخول في مرحلة حاسمة خلال الفترة القريبة المقبلة، بعد استكمال الإجراءات التنظيمية اللازمة وتوقيع عقد إيجار لمساحة تبلغ 50 هكتارًا، تمهيدًا لبدء أعمال الإنشاءات.

 

وتوقع أن تشهد مصر في المستقبل القريب إقامة مؤسسات صناعية جديدة توفر فرص عمل واسعة، بفضل التعاون بين الشركاء الروس والمصريين وما يمتلكونه من خبرات وإمكانات مشتركة.

 

وأكد تيفانيان على أهمية زيادة إنتاج السلع ذات الأولوية بالنسبة لمصر، الأمر الذي سيسهم في الحد من الاعتماد على الاستيراد من الخارج، وفي الوقت نفسه يعزز فرص زيادة الصادرات المصرية إلى الأسواق العالمية، خصوصًا إلى الدول التي تربطها اتفاقيات تجارة حرة مع القاهرة.

 

كما اعتبر أن زيارة الوفد الروسي الأخيرة تحمل دلالات واضحة على دخول التعاون الصناعي بين موسكو والقاهرة مرحلة جديدة، بما يعزز الشراكة الاستراتيجية طويلة المدى بين الجانبين، ويمنحها زخمًا إضافيًا على مختلف الأصعدة.

 

وختم مشيرًا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تنظيم مزيد من الزيارات لوفود الشركات الروسية، وذلك من أجل دراسة الجوانب الإجرائية بصورة أكثر تفصيلًا، والاستعداد العملي للبدء في تنفيذ المشروعات المزمع إقامتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى