كلام فى الإقتصاد.. لازم نفهم !!!

بقلم – نجلاء ذكرى:

عندما زرت باريس لأول مرة عام 1983، وأقمت بها على مدى عامين، كان أول سؤال وجهه لى أحد الفرنسيين عن مترو الأنفاق، وكانت شركة فرنسية تتولى إنشاء هذا المترو فى مصر، فى تلك الفترة تعجبت من عبقرية إنشاء مترو باريس الذى يربط جميع مناطق مدينة النور شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، بما يجعل المواطن الفرنسى فى غير حاجة لاستخدام سيارة خاصة. شبكة المترو العملاقة كان ورائها فكر دولة رأت تنفيذ هذا الحلم لأجيال المستقبل.

وخلال فترة إقامتى زرت مبنى اليونسكو ، وقد لاحظت وجود مبنى جديد بجوار المبنى الأصلى، سألت فعرفت أن هذا المبنى لليونسكو حيث أكدت الدراسات أنه بعد عشر سنوات سيتضاعف عدد العاملين بهذه المنظمة الدولية، فكان لابد من الإستعداد لهذا النمو قبل أن يحدث بعشر سنوات!!!

هناك فارق كبير بين النمو والتنمية، فالنمو يحدث بفعل مرور الزمن وزيادة الكتلة السكانية بما يعنيه من توسعات قد تكون مخططة، أو عشوائية للتوسع، بينما التنمية هى بناء للمستقبل، هى تفكير فى أجيال لم ترى النور ، تفكير فيما نطلق عليه التنمية المستدامة، أن نبنى مصنع دون تلويث البيئة، أن نشق طريق من أجل مرور التجارة والإستثمار، وهذا يجعلنا نتدبر ما يحدث على أرض مصر على مدى خمس سنوات حتى الأن.

لازم نفهم أن زيادة طاقة الطرق والكبارى بأكثر من 10% من إجمالى مساحة الطرق التى تم بنائها على مدى عشرات السنيين ليس رفاهية بل أولوية ، أن نشق قناة سويس جديدة ضرورة، أن نعالج العشوائيات ضرورة، أن نصلح التعليم ضرورة، أن نطلق مبادرات للصحة ضرورة، أن نحارب الإرهاب معركة مصير.

لازم نفهم أن ما حدث فى مصر على مدى خمس سنوات كان يحتاج 30 سنة إختصرناها وتحملناها لأن هناك قائد يبنى للمستقبل، وشعب قرر أن يضحى من أجل بكرة.