تطورات هائلة في صناعة السيارات في مصر والمغرب
الجورنال الاقتصادي-مني حسين
شهدت صناعة السيارات في كل من مصر والمغرب تطورات ملحوظة، إلا أن المغرب تمكنت من تحقيق قفزات نوعية جعلتها تتصدر المشهد في القارة الأفريقية، بينما تواجه مصر تحديات تعيق تقدمها في هذا المجال.
وقد بدأت مصر في تجميع وتصنيع السيارات جزئيًا منذ عام 1960، حيث استقطبت 13 شركة لتجميع السيارات، ووصل إنتاجها إلى حوالي 120 ألف سيارة سنويًا. إلا أن هذا العدد تراجع مع إغلاق بعض المصانع، ليصل الإنتاج إلى 70 ألف سيارة خاصة دون تصدير يُذكر.
اما المغرب انطلقت صناعة السيارات فيها بشكل فعلي عام 2007 بعد إبرام اتفاقية مع مجموعة “رينو” لإنشاء مصنع في طنجة بطاقة إنتاجية تصل إلى 340 ألف سيارة سنويًا. تبع ذلك استثمارات من شركات أخرى مثل “بيجو-ستروين”، مما رفع الطاقة الإنتاجية إلى 700 ألف سيارة سنويًا، مع تصدير جزء كبير منها إلى الأسواق الأوروبية والأفريقية. 
وعن المؤشرات الاقتصادية بلغت صادرات مصر من السيارات في عام 2023 حوالي 1,595 سيارة بقيمة 91.9 مليون دولار، مقارنة بـ47.2 مليون دولار في عام 2022.
وقد حققت صناعة السيارات المغربية في عام 2023 عائدات بلغت 14 مليار دولار، مع إنتاج 700 ألف سيارة سنويًا، وتستهدف الوصول إلى مليون سيارة بحلول عام 2025. 
ويوجد في مصر 5 عوامل مؤثرة منها
البنية التحتية: تحتاج إلى تطوير شامل لتلبية متطلبات صناعة السيارات.
• السياسات الحكومية: غياب استراتيجية واضحة لدعم الصناعة وتقديم حوافز للمستثمرين.
• التدريب والتأهيل: نقص في مراكز التدريب المتخصصة لتأهيل الكوادر البشرية.
وفي المغرب 3 عوامل مؤثرة منها
• الموقع الجغرافي: قربها من الأسواق الأوروبية جعلها وجهة مفضلة للشركات العالمية.
• السياسات الحكومية: تقديم حوافز وتسهيلات للمستثمرين، وتطوير مناطق صناعية متخصصة.
• البنية التحتية: استثمارات كبيرة في تطوير الموانئ والطرق والمناطق الصناعية.
وعن التحديات والفرص في مصر، على الرغم من التحديات، تمتلك مصر مقومات تؤهلها للنهوض بصناعة السيارات، مثل الموقع الجغرافي المتميز وتوافر الأيدي العاملة. يتطلب ذلك وضع استراتيجية وطنية واضحة، وتقديم حوافز للمستثمرين، وتطوير البنية التحتية ومراكز التدريب.
وفي المغرب تسعى للحفاظ على مكانتها من خلال زيادة نسبة المكون المحلي في السيارات المنتجة، وتوسيع قاعدة الصناعات المغذية، والاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مثل السيارات الكهربائية.
بينما تمكنت المغرب من تحقيق نجاحات كبيرة في صناعة السيارات بفضل سياسات حكومية داعمة واستثمارات أجنبية، لا تزال مصر بحاجة إلى تبني استراتيجيات مشابهة لتطوير هذا القطاع الحيوي. يتطلب ذلك تعاونًا بين الحكومة والقطاع الخاص، والاستفادة من التجارب الناجحة في الدول الأخرى، خاصة التجربة المغربية.