صحة ودواء

الدكتور ممدوح الجوهرى: 100 مليون صحة تم تنفيذها باحترافية عالية

تطور كبير فى عمليات زرع القوقعة بعد تدخل القوات المسلحة بتوفيرها بتكلفة أقل

 

البحث العلمى يحتاج إلى تمويل وتفرغ

نجلاء ذكرى ـ الجورنال الإقتصادى:

يمكن أن نلقبه بعميد أطباء الأنف والأذن والحنجرة على مستوى الشرق الأوسط، خبرته ومهارته تجعله فى مقدمة العلماء فى هذا المجال الطبى المهم، إلتقى الجورنال الإقتصادى مع الدكتور ممدوح الجوهرى أستاذ أمراض الأنف والأذن والحنجرة وحاورناه حول العديد من القضايا التى تتعلق بأوضاع الصحة فى مصر ..

. بداية دكتور ممدوح الجوهرى .. كما تعلم هناك قانون جديد للتأمين الصحى .. كيف ترى هذا القانون؟

.. مما لا شك فيه يحتاج التأمين الصحى فى مصر لقانون يحقق ما جاء بالدستور ، والأهم يضمن للمصريين فقراء وأغنياء علاجا لائقا بدون تعب او معاناة. ولكن إذا لم يكن الإشتراك فى هذا النظام بالقدر الذى يسمح بتحقيق الغاية منه فلن يحقق النتيجة المرجوة.

على سبيل المثال التأمين الصحى فى فرنسا يكفل للجميع الإشتراك والحصول على الخدمة مجانا فى أى مستشفى متخصص، والدولة تدفع، والمواطن يشترك بنسبة من دخله، ولكن الذى يحدد نوع العلاج والمستشفى هو الطبيب المعالج ، والدولة تدفع الفارق، والنظام حقق فاعلية كبيرة ، ولكن الدولة تتحمل عبئا كبيرا .

إذا رغبنا فى أن نحقق فاعلية لنظام التأمين الصحى لابد وأن يتحمل المشترك نسبة معقولة ، وذلك حتى نضمن أن يحقق النظام الفاعلية المطلوبة ، ويحصل المواطنيين على الرعاية الصحية بعدالة ومساواة.

. كيف يمكن من وجهة نظرك إصلاح قطاع الصحة فى مصر؟

.. لن يتحقق الإصلاح الحقيقى إلا بزيادة المبالغ المقررة للصحة فى الموازنة، السؤال الذى يطرح نفسه ، كم مستشفى تم بناؤه خلال العشر سنوات الماضية؟ لا أعتقد أن وزارة الصحة تمكنت من بناء مستشفيات جديدة ، وما نراه هو مستشفيات إستثمارية ومراكز متخصصة بتكلفة عالية على المريض. ونحن لا نبنى مستشفيات فقط ، أو نضع أجهزة غالية وحديثة ومتطورة، ولكن لابد من تدريب الأطباء، للأسف طالب الطب المصرى نظريا يعد من أفضل خريجى الطب فى العالم، فهو يدرس مقررات لا يدرسها خريجى الطب فى أعلى الجامعات العالمية، ولكن عمليا نحن من 1000 خريج لا يلتحق بفترة النيابة سوى 150 خريج ، والباقى يذهبون لوزارة الصحة. وللأسف بعد أن يتم تأهيل هذا العدد المحدود يذهبون للعمل فى ألمانيا وفرنسا وانجلترا إلى جانب دول الخليج، وبالتالى لابد من أن يشمل التدريب كل خريجى الطب.

ونحن لم نصل بعد لما قرره الدستور من 3.5% من الناتج المحلى للصحة، ولكننا فى الطريق، فكما أرى يولى الرئيس السيسى إهتماما حقيقيا بقطاع الصحة، وليس أدل على ذلك من المبادرات المهمة التى تمت.

. على ذكر هذه المبادرات .. كيف ترى ما تحقق فى إطار مبادرة “100 مليون صحة” التى أطلقها الرئيس السيسى؟

.. تعد مبادرة “100 مليون صحة” من أهم المبادرات التى تمت فى مجال العلاج والكشف المبكر عن الأمراض، وقد تم تنفيذ هذه المبادرة بشكل إحترافى عالى جدا، وتم الكشف على مرض الإلتهاب الكبدى الوبائى لدى العديد من المواطنيين وتم علاجهم ، و هى من أنجح المبادرات للكشف والعلاج المبكر.

وأى كشف مبكر للمرض أو الوقاية منه هو تفكير إقتصادى واجتماعى سليم ، فهو يحمى الأسرة المصرية من مصاريف علاج خطيرة، كما يحمى الإقتصاد من مليارات لعلاج أمراض مثل الفشل الكلوى او الكبدى او الأورام كان يمكن تلافيها إذا ماتم الكشف عنها مبكرا .

. نأتى لامراض الانف والأذن والحنجرة، هل هى شائعة فى مصر؟

.. أمراض الأنف والأذن والحنجرة تخصص دقيق، وكانت الإصابات أقل فى الماضى، ولكن نتيجة للتلوث إزدادت هذه الامراض بسبب عدوى البكتريا، ونقص المناعة. وقد إرتفعت معدلات حساسية الأنف والجيوب الانفية، وبالطبع التشخيص المبكر أفضل، ولكن عادة المريض يأتى بعد تدهور حالته.

وخطورة أمراض الأذن بالنسبة للأطفال كبيرة للغاية فهى تعرضه للصمم وبالتالى لا يتمكن من الكلام، أو التعلم بالطرق التقليدية، وهذا يحدث بسبب مرض الأم أثناء الحمل، او الولادة المبكرة، أو مرض الصفراء.

والحقيقة أن مشروع وزارة الصحة للكشف المبكر على الرضع سن يوم باختبارات السمع مهم للغاية، إضافة إلى مبادرة زرع القوقعة، التى تمكن الطفل من السمع والتكلم. وهنا كل الشكر للقوات المسلحة التى تدخلت لاستيراد قوقعة الأذن بأسعار أقل نتيجة لاستيرادها من مصادرها مباشرة وليس من خلال الموردين أو الشركات، وقد ساهم ذلك فى تقليل التكلفة بنسبة كبيرة، كما تم علاج عدد كبير من الأطفال بمجرد تسجيل الطفل باحتياجه لزراعة قوقعة أذن.

. وكيف ترى مستقبل البحث العلمى فى مصر؟

.. لابد من الإنفاق الجاد على البحث العلمى، وأن يتم التفرغ التام من العلماء الذين يتم إنتقائهم ، ويحصلون على العائد المادى المجزى الذى يعوضهم عن غلق عياداتهم أو مراكزهم الطبية. بدون أخذ البحث العلمى بالجدية المطلوبة لن نحقق شيئا فى عصر أصبح الإبداع والإبتكار هما لغته الأساسية. إن كل جنيه ننفقه فى البحث العلمى سيحقق عائدا بألاف المرات ما تم إنفاقه، ولكن علينا أن نبدأ، والبداية تحتاج إلى دعم قوى من القيادة السياسية التى حققت لمصر حتى الأن إنجازات غير مسبوقة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى