الاتربي في أول حوار بعد انتخابه رئيسا لاتحاد المصارف العربية: دور كبير للمصارف العربية للتعاون في ظل التحديات الدولية الجديدة
الاستدامة والسندات الخضراء والتحول في ٢٠٣٠ يتطلب المبادرة بوضع حلول قبل الازمات
١٠٠ مليون دولار حزمة تمويلية لبنوك الاهلي ومصر والقاهرة ومؤسسات اخري للتحول الرقمي
اطلاق بنك مصر لاول بنك ديجيتال وننتظر الرخصة من المركزي
حوار – نجلاء ذكري – الجورنال الاقتصادى:
في مؤتمر اقل ما يمكن وصفه به انه صرخة في مواجهة المجهول وما قد تسفر عنه الاوضاع الجيوسياسية بالعالم الذي يمكن ان يعود في ليلة وضحاها الي عصور ما قبل التاريخ او ان ننجو جميعا مع اثار اقتصادية قد تؤثر علي اقتصادات العالم خلال الخمس سنوات المقبلة. الوضع جد مخيف ونذر الحرب مع دخول فنلندا والسويد للدائرة السوداء في سيناريو يعلم الله وحده نهايته كيف ستكون.
هذا ما دفع اتحاد المصارف العربية في خطوة استباقية ان ينظم المؤتمر المصرفي العربي لعام ٢٠٢٢ علي مدي يومين بالقاهرة تحت عنوان ” تداعيات الازمة الدولية وتأثيرها علي الأوضاع الإقتصادية في المنطقة العربية ” .
وعلي مائدة غداء اليوم الخميس في ختام المؤتمر كان هذا الحوار الاول مع الاستاذ محمد الاتربي رئيس بنك مصر واتحاد البنوك المصرية واليوم رئيس اتحاد المصارف العربية ايضا.
.. بداية استاذ محمد الف مبروك رئاسة مصر للاتحاد كيف تري دوره في المرحلة المقبلة؟
. انتخابي رئيسا لاتحاد المصارف العربية هو تمثيل لمصر وهو امر مشرف لنا وكنت ولمدة ٦ سنوات سابقة نائبا لرئيس الاتحاد
وبهذا الخصوص اتقدم بالشكر للشيخ محمد جراح الصباح رئيس الاتحاد السابق لدعمه لي ولمصر خلال هذه الانتخابات.
وبالنسبة لدور الاتحاد الفترة المقبلة لابد وان اشير انه خلال الست سنوات الماضية قام الاتحاد بدور مهم وفعال واليوم هناك تحديات جديدة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة والعالم من حيث ارتفاع معدلات التضخم العالمية وما تبعه من ارتفاع اسعار المواد الغذائية ، ونقص في سلاسل الامداد، وارتفاع اسعار الطاقة وذلك من جراء الحرب الاوكرانية الروسية التي اثرت علي العالم كله بموجة تضخم كبيرة. ومن هنا لابد وان يكون لاتحاد المصارف العربية دور، وان يكون وسيطا فعالا للتوفيق بين المصارف العربية للتعاون والتكامل وتناقل الخبرات . وفي المؤتمر ذكرت عشر نقاط التزاما الي الاتحاد القيام بها وقد توافق حضور المؤتمر عليها وتتمثل في ضرورة اعادة توزيع فرص انتاج وتجارة الطاقة بكل انواعها وتبعيات ذلك علب البنوك ومنتجاتها المصرفية والمالية وعلي عملائها. التوسع في سبل تمويل الطاقة المتجددة بما فيها الهيدروجين الاخضر وتنويع مصادرها وسبل تمويلها. اعادة النظر في فرص تعامل البنوك مع القطاعات الغذائية والزراعية المرتبطة بالامن الغذائي. تنشيط التحالفات المالية والمصرفية بين الدول العربية لايجاد كيانات مالية كبيرة قادرة علي مواجهة التحديات. زيادة الاستثمار في العنصر البشري لزيادة قدرات العاملين في القطاعات المصرفية. الاسراع في مجهودات الرقمنة والتطور التكنولوجي. الاسراع والابداع في المجالات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات بما يضمن سلامة البيانات المصرفية ويحمي العملاء. التوسع في طرح خدمات مصرفية ومالية جديدة تساعد العملاء في التغلب علي التغيرات السريعة عما كان معهودا في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في السابق. الاتفاق علي اليات جديدة بين مؤسساتنا المصرفية والمالية في كافة المجالات الخاصة بتبادل الخبرات والمعلومات. واخيرا زيادة الاستثمار في مجالات الاستدامة ومنها التمويل الاخضر وذلك تماشيا مع اهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ واتفاق باريس للمناخ.
ايضا ان يكون هناك تكامل في الانشطة الاقتصادية علي سبيل المثال السودان اليوم لديها اكثر الاراضي الزراعية الصالحة للانتاج .. لماذا لا تتضافر جهود البنوك العربية لاستغلال هذه الاراضي لنحقق الاكتفاء الذاتي للمنطقة؟
ايضا التحول الرقمي مهم للغاية ومصر قامت بهذا الدور من قبل كوفيد ١٩ وهو ما ساعدنا علي تجاوز اثار هذه الجائحة. التحول الرقمي استحوذ علي اهتمام كبير للغاية من البنك المركزي والحكومة . ونحن اليوم في بنك مصر نؤسس اول بنك ديجيتال وبإذن الله نحصل علي الترخيص من البنك المركزي قريبا خاصة وان المكان والموظفين والكوادر المدربة جاهزين . وهذا البنك سيكون مستقل تماما عن بنك مصر الا ان بنك مصر له نسبة الاغلبية فيه ومتوقعين افتتاحه الشهر المقبل.
وهناك تمويل وحزمة تمويلية منبنوك الاهلي ومصر والقاهرة ومؤسسات اخري تقدر بنحو ١٠٠ مليون دولار لتشجيع التحول الرقمي وال.fintech والدول العربية لديها امكانيات كبيرة لابد من تسخيرها ودور المصارف العربية القيام بهذا الدور.
الاستدامة والسندات الخضراء والتحول في ٢٠٣٠ وتوجه المؤسسات العالمية للتمويل المستدام ومشروعات تغير المناخ كل هذا –
كما قال طارق عامر محافظ البنك المركزي – لابد وان نكون كدول عربية مبادرين ولا ننتظر رد الفعل بل نتوقعه قبل الحدث ونضع الاطر والاجراءات السليمة التي تحد من اثاره كما فعلت مصر ازاء ازمة كوفيد ١٩ والحمد لله مصر كانت من الدول القليلة التي تمكنت من تجاوز هذه الازمة . والان وردت الينا ازمة جديدة وهي الحرب الاوكرانية الروسية والتي لها اثار سلبية الي اسعار المواد الغذائية واسعار القمح خاصة وان الدولتين من اكثر الدول التي نستورد منها القمح والبترول .
الامر الاخر تأثر السياحة وخاصة في مصر بهذه الازمة ولكن وفقنا الله لحلول وبدائل اخري حيث زادت السياحة بالقاهرة التاريخية بنسبة ٣٠٪ الا ان شرم الشيخ تأثرت. ونأمل بإذن الله ان تنتهي هذه الازمة ولكن لابد وان يكون هناك توأمة مع الدول العربية حتي لا نغفل دور اتحاد المصارف في هذا الخصوص ولكن لابد من الاستفادة من تجاربنا جميعا.
.. متي اول اجتماع لمجلس ادارة الاتحاد؟
. لم يحدد بعد وقد كان اخر اجتماع لمجلس الادارة القديم امس خلال فترة المؤتمر ثم تم انتخاب المجلس الجديد الذي اجتمع امس ايضا كما تم انتخاب الاستاذ طارق فايد عضوا بمجلس الادارة عن البنوك المشتركة وتم الانتهاء من تشكيل المجلس الجديد وسيكون له دور مهم الفترة المقبلة خاصة في ظل الظروف الحالية وما تتطلبه من مبادرا ت جديدة.
شاهد فيديو الحوار في قسم الفيديو بالموقع