أخبارعربية

قطاع الفضاء .. هل سيسهم في تصميم القرن المقبل؟

الجورنال الاقتصادي- نجلاء سعد الدين:

أطروحات وتساؤلات شهدتها مناقشات منتدى دبي للمستقبل،حيث شهدت جلسة بعنوان “هل سيسهم قطاع الفضاء في تصميم القرن المقبل؟” ضمن أعمال اليوم الأول للمنتدى، من بينها العوامل التي قد تدفع الإنسان إلى التفكير بإنشاء مجتمعات وقواعد بشرية على كواكب أخرى.

وكشفت مناقشات المنتدى أن قيمة الاستثمارات في قطاع الفضاء ستبلغ بحلول عام 2040 نحو 20 ترليون دولار، ما دفع البعض للتساؤل عن فرص العيش في الفضاء خلال الخمسين عاماً القادمة، وهل يلزم ذلك وضع قوانين وتشريعات وأنظمة لضمان المساواة والعدل في العيش في الفضاء؟.

يقول المشاركون في المنتدى، إن التفكير بإنشاء مجتمعات بشرية على الكواكب ستتفوق مستقبلاً على المخاطر المحتملة، وتشجع على إيجاد حلول مستقبلاً للعيش في الفضاء، وتتخطى التحديات الكبيرة، وتحلّق بالطموحات الإنسانية بالتوسع والسفر إلى الفضاء وإيجاد مكان أفضل للعيش والحياة والازدهار.

شارك في الجلسة كل من مارك بير من مؤسسة أسغارديا الفضائية، والدكتورة أثينا كوستينس مديرة الأبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية بمرصد باريس – ميدون، ودييغو أوريينا، رئيس فريق المشاريع والاستكشافات المستقبلية في شركة “سبيس أبليكيشن سيرفيسز”، وميكال زيزو المتخصصة في الهندسة المعمارية الفضائية، وأدارها سعيد القرقاوي، مدير أكاديمية دبي للمستقبل.

وتم التأكيد خلال الجلسة على أهمية بذل المزيد من الجهود العالمية لتعزيز الاستدامة على كوكب الأرض بموازاة التسابق لإعمار الفضاء ..
وقال مارك بير: ” خلال الخمسين عاماً القادمة سنعيش على القمر، وخلال 100 سنة القادمة سنعيش على المريخ، لهذا علينا وضع القوانين والتشريعات والأنظمة لضمان المساواة والعدل في العيش في الفضاء، والتي ستكون قائمة على التوافق لا السيطرة مع الابتعاد عن المنظومات العرقية والطبقية التقليدية، واتباع المنظومة الإنسانية للعيش بسلام، وهذا يؤكد على أننا لن نحقق طموحاتنا في الفضاء إلا بالتوافق”.

وأوضح أن قيمة الاستثمارات في قطاع الفضاء ستبلغ بحلول عام 2040 نحو 20 ترليون دولار، بنتيجة التفاوض والمناقشات، ولكن نتيجة لعوامل تهدد البشرية، مثل الحروب، وتفشي الأمراض والأوبئة، والكوارث المناخية، وهو ما يحتم علينا التفكير بإيجاد أماكن أخرى للعيش، والتفكير في الفضاء كخيار للوجود البشري.

إلى ذلك، أكدت الدكتورة أثينا كوستينس أن الفضول يقود إلى الاكتشاف، وأن الاكتشاف دافع رئيسي للمعرفة، وبهذا سنتمكن خلال العقود القادمة من الإجابة على بعض التساؤلات حول إمكانية الحياة على كوكب آخر غير كوكب الأرض، وعلينا في البداية دراسة وتحديد الضوابط للعيش في الفضاء، لحمايته وحماية أنفسنا من التحديات والمخاطر التي قد تؤثر على حياتنا في كوكب الأرض، وفي حال أخذنا قراراً مصيرياً حول العيش على كوكب آخر يجب أن يتم ذلك بشكل مستدام وآمن، وذلك عبر الاستكشاف الآمن للفضاء.

وقالت: ” إن ما نحتاجه لنبقى على قيد الحياة هو الغذاء، والماء، والطاقة، في ظل بيئة آمنة ومستقرة، ليكون المكان مؤهلاً للعيش والحياة، وعلينا إيجاد هذه العوامل في الفضاء، وفي حال عدم توفرها علينا البقاء على الأرض، وعدم المجازفة، حيث إننا وحتى الآن ومن خلال مهامنا إلى الفضاء، لم نكتشف أي مكان يمكننا العيش به، ولا توجد آية موارد آمنة على سطح القمر أو المريخ، وهذا يدل على أن بناء قواعد مأهولة في الفضاء يحتم علينا إرسال مجموعة من العناصر إلى هناك، وبهذا تعتبر فرصتنا ضئيلة جداً”.

من جانبه أوضح دييغو أوريينا: ” أن العالم يتجه في الطريق الصحيح نحو استكشاف الفضاء، والاستثمار في قطاع الفضاء، حيث نعمل حالياً على تقليل تكلفة التنقل فيه، والتعريف بآليات العيش في مجتمعات فضائية في كواكب أخرى مثل القمر، واستغلال الموارد في العيش في الفضاء، وتسريع وتيرة النمو في هذا المجال من خلال تعزيز الاستثمارات الحكومية والشركات الخاصة في العقود القادمة؛ مشيراً إلى أنه على المدى القريب سيكون هناك وكالات فضاء متعددة مثل وكالة ناسا، لتقديم الخدمات للجهات الحكومية والأفراد للسفر إلى الفضاء”.

فيما قالت ميكال زيزو: ” أعتقد أننا نعيش في عصر الفضاء الجديد، حيث بات العديد من الأشخاص مهتمين بالفضاء، وستكون هناك رحلات مأهولة إلى الفضاء بحلول الخمسين عاماً القادمة، وسيكون هناك بنية تحتية تستند إلى هندسة معمارية تتناسب مع العوامل والظروف الفضائية، وفي سبيل ذلك نحتاج إلى وقت طويل للانتهاء من تصميمها، وربما لن نشهدها نحن ولا أطفالنا، ولكن أجيال المستقبل”.

وأكدت على أهمية التفكير في الازدهار في الفضاء وليس العيش فقط، وهذا يتحقق من خلال التعاون العالمي، وتوفير مساحات للاستكشاف
ودراسة توفير ومراعاة وجود بنية تحتية ذات كفاءة عالية تشمل كافة فئات المجتمعات البشرية، بمن فيهم كبار السن وأصحاب الهمم، واتباع نهج استراتيجي في تصميم هذه البنية التحتية، كي لا نعيد تكرار ما حصل على الأرض، وأدى إلى تحديات مناخية وحضرية تحتاج إلى حلول مستدامة للعبور إلى المستقبل، وفقا لوكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى